قائمة التصفح
اللغة والتوصيل
إضافة سؤالك
طرقة باب
-
السعر30.19 ر.س وفر %
-
+
نقطة مكتسبة بشرائك هذا المنتج
المكافآت -
رمز المنتج
-
التصانيف
-
خيارات الدفع
نبهني عند التوفر

مجرَّد نظرةٍ..!
«الموعد الليلة.. في المكان الأول نفسه.. لا تتأخري».
سكت هنيهة، ثم قال بصوت الآمر:
«لا تنسي أن تخبريني لون ثوبك».
أغلق الهاتف قبل أن تردَّ لأنه لا ينتظر موافقتها، فهي تعرف أنها الآن ليست في مجال الاختيار، فالطوق قد أُحكِم حول عنقها؛ فإما أن تساير وتذعن لتسلم على قاعدة خير الشرَّين، أو ترفض لتختنق وتموت. نظر إلى هاتفه بعد أن ألقاه على السرير، وبدأ يفكر أنه أصبح لا يقهر.
لا يذكر زايد بأنه وضع شيئًا في رأسه ولم يحصل عليه، ففي طفولته كان يضحي بالغداء ومباراة (العصريات) مع الرفاق، ويقبع في غرفته ليحصل على ما يريد، وعندما يرضخ الأب والأم كانت متعتُه بالانتصار عليهم أكبرَ من الحصول على سيارة بريموت كنترول كان ينشدها، أو شريط فيديو كان يتمناه. الجميع يعرف أنه إذا وضع هدفًا نصب عينيه فإنه يتحقق، ولهذا لا يراهنه أحد من أصدقاء الاستراحة أو من خارجها.
في غرفته أخذ ينظر لوجهه في المرآة متخيلًا مقابلته لها بعد وقت من التمنع والتغنج، جعلته يقسم بكل ما يملك بأنها ستدخل الاستراحة، وتسكب له البيرة على مرأى من الرفاق. لم يجرؤ أحد على وضع (حق) تحديًا له؛ لأنه لا يساورهم شك بأنه سيفعل.
إلا أن الاستغراب أتى من كون قَسَمِهِ جاء من غير تحدٍّ! صاحبه مازن كان يعرف السبب فقط، وأما لماذا مازن بالذات؟ فذلك لأن مازنًا ظلَّ ملازمًا له منذ المرحلة الابتدائية، عندما كانا أول طالبين يغشان في مادة الفقه. لقد كان وَقْعُ الحادثة على المدرس والإدارة أشدَّ من قنبلة هيروشيما على اليابانيين؛ إلا أنه في الأخيرة استسلم الإمبراطور على ظهر بارجة أمريكية، أما في الأولى فاستسلم للمدير في غرفته...!
كان مازن يعرف أن هذه الفتاة مختلفة، فلم يستغرب مثلما فعل الرفاق من قوة التحدي الذي ألزمه زايد نفسه؛ والسبب في ذلك يعود إلى كونها من أصعب الفتيات التي حاول زايد أن ينشئ معها علاقة، بل ظن في وقت من الأوقات أنه لن يتمكن من الحصول عليها.
المؤلف سهل الشرعان
عدد الصفحات 128
سنة النشر 2019
الناشر دار رواية للنشر